الفنانة فاطمة بوجو: من أكون

الفنانة فاطمة بوجو: من أكون

هل علي ان اكون كما احب ان اكون ام انه علي ان اكون كما يريدني من حولي ان اكون ؟؟؟واش انا هو انا ؟؟؟او واش انا هو انت ؟؟؟؟،،اشارككم اصدقائي حالة اختناق.. احيانا يدفعني اليها البعض ،،(( لا اشك في حسن نواياهم ،، واعي بان الاخر يرى فيك ما لا يمكنه رؤيته في نفسه من مخاوف وضعف الثقة بنفسه والفشل في تحقيق طموحاته،وبانه غير واع بالغضب الكامن داخله تجاه نفسه واحساسه برفض الاخرين له ،واعتقاده بان كل من حوله لا يحبه ويكن له الظغينة ويدبر له المكائد و…..ان من يسيطر عليه الخوف والغضب يكون اكثر قسوة على من حوله وهو لا يعي مقدار الالم الذي يسببه لمن حوله ،،لانه يظن انه على صواب ..كما كان هتلر في المانيا وغيره من الطغاة ..انهم ظلموا وعذبوا الكثيرين …وان بحثت في عمق نفسيتهم ستجدهم اشخاص يتالمون كثيرا وقلبهم يعشعش فيه الخوف والغضب … )) .. ولكنها احيانا تجعلني اعيش في ظغط يفوق طاقتي ؟؟؟؟؟ أؤمن بالاختلاف في المسارات والافكار والاهتمامات و…..اعيش في مرحلة اشتغل فيها على نفسي ،اتعلم من خلالها كيف اغير نظرتي العقيمة للامور ووافكاري المكتسبة من تجارب الاخرين ونظرياتهم،، التي كنت عليها سابقا..أومن بأن المرء عليه ان يقرا ويبحث عن كل ما وصل اليه من سبقه في مجال العلوم والادب والفلسفة والفن وعن الرواد ايضا ….ولكن ليس علي ان اكون ببغاء اكرر ما قراته او تلقيته عن اساتذتي الذين احترمهم واقدر مجهوداتهم القيمة …ارى انه علي ان اجد طريقتي الخاصة ومذهبي واتجاهي واعيش التجربة من خلال رؤيتي الذاتية ..ومن خلالها قد اكتشف طريقي انا وليس تكرار ما سبق من تجارب الاخرين …واهم ما تعلمته هو التخلص من فكرة فرض افكاري على الاخرين ..وكيف يمكن ان تكون امور ي او امور الاخر ..وهنا اتفق مع الدكتور هانز جيني : ««العالم او الحكيم ،ليس من رأسه مليئ بالمعلومات، المعرفة الحقيقية تنبني على امكانية ان نكون سعداء في العالم كما هو ،دون الادعاء او محاولة اقلمته حسب مزاجنا ،او كما نريد ان يكون، السلام الداخلي وسعادتك رهينة بقبولك بانه لا يمكنك ان تختار ما يمكن ان تختار ه،او يمكنه ان يكون ،ولكن يمكنك ان تختار كيف تعيش ما تعيشه الان ،،عندما تصدر احكاما مثل جيد او سيئ ، فانك تمزج واقعك بتاويلك له ،وعندما تعمل على انه من المستحيل ان يصل اليك السلام لان فكرك سيركز على الصراعات وحسب القوانين الطبيعية فان التجارب التي ستعيشها ستكون ايضا كلها صراعات ..»»….تعلمت في رحلتي هذه ،،ان الحب هو التعايش مع الجميع ..
انا لست المظلوم وهو ليس الظالم ..
انالست البريئ وهو ليس المتهم …
انا لست من على صواب وهو ليس المخطئ او المذنب ..
انا لست المثقف وهو ليس الجاهل..
انا لست الذكي وهو ليس البليد ..
انا لست صاحب الشهادات وهو ليس الامي ..
انا لست القوي وهو ليس الضعيف..
فاجمل ما قرات في «قواعد العشق الاربعون » هو “” لقد خلقنا جميعا على صورته ومع ذلك ،فاننا جميعا مخلوقات مختلفةومميزة،لا يوجد شخصان متشابهان،ولا يخفق قلبان على الايقاع ذاته ،ولو اراد الله بان نكون متشابهين لخلقنا متشابهين،لذلك فان عدم احترام الاختلافات وفرض افكارك على الاخرين، يعني عدم احترام النظام المقدس الذي ارساه الله ..””دائما كنت وما زلت اومن بانه لا فرق بين فرد واخر ..كلنا ارواح تعيش تجربة الحياة المادية بهدف الرقي اكثر واكثر في درجات الوعي والايمان ..بالنفس والحياة ،،وباننا كلنا متساوون ..ما من ذكي وبليد ..ولا جاهل وامي …ولا غني وفقير …..ودائما اقول ::من انا لاحكم على الاخرين ..وهنا استحضر كلام كاستون باشلارد ::«« لا يوجد انسان اعلى ، ولا اومن بالتراتبية ،الناس هم ما بامكانهم ان يكونوا ،ليس من المريح دائما ان تكون نفسك ،اذا انا لا افهم كيف يمكن لاحد ان يقارن نفسه بالاخرين »»…
لو حاول كل فرد منا ان يتخلص ويتحرر من الاحساس بالخوف ( الخوف من الفشل /الخوف من ان لا يقبلك الاخرون او يحبوك /الخوف من الخطأ امام الناس والخوف من نظرتهم لك /الخوف من ان لا تكون كما يريدك الاخرون ان تكون /الخوف من عيش حياتنا كما نريد خوفا من انتقادات الاخرين لنا /الخوف …..) وايضا الاحساس بالكره ،وسيطرة الشك في كل من حولنا … اظن انه علينا ان نوسع دائرة وعينا بدءا من توسيع دائرة معرفتنا بانفسنا ..بطرح السؤال ..من نحن ؟؟ماذا نفعل في هذا العالم ؟؟ما هي وظيفتنا فيه ؟؟؟هل نحن خلقنا لنكون مستهلكين فقط لما ينتجه الاخرون من مواد ومنتوجات وافكار وعقائد وعادات ؟؟؟؟؟؟ ام اننا كل منا روح تمتلك صفة الوحدانية ..والتفرد ..فكل واحد منا له نظرته للامور انطلاقا من تجاربه الشخصية او الموروثة من شجرته العائلية ..نعم نحن نرى نفس الشيئ .ولكن كل منا يراه من زاويته الخاصة المرتبطة بقراءاته و بتاويلاته الشخصية المنبثقة من افكاره واعتقاداته و تجاربه وذكرياته السابقة …التي تؤثر وتقود تأويلاته الحالية للامور وما يسميه العلماء العقل اللاواعي واسميه انا القرص الصلب للانسان . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا …هل حقا لدينا الوعي لاستكشاف ما هو مخزن في هذا القرص والذي يتحكم في قراراتنا واحكامنا على انفسنا وعلى الاخرين ..مع اننا نتوهم باننا نحن من نقرر ونتحكم في امورنا ….؟؟؟؟ الصراع الحقيقي هو موجود داخل كل فرد فينا ..وعن جهل منا نوجهه نحو من هم حولنا بدل ان نوجهه نحو ذواتنا ..ونكتشفها ونواجه خوفنا من انفسنا لنتخلص منه وننعم بالانسجام التام بين ما نفكر فيه وما نؤمن به وما نفعله …ونحصل على السلام الداخلي …ونكسر جدار الوهم الذي يؤرقنا ويعذبنا ويجعلنا نعتقد ان الاخر هو عدونا …الاخر ليس هو الجحيم كما قال سارتر….الاخر هو المرآة التي تمكننا من رؤية ما يعتلج في دواخلنا من خوف وكره وغضب لانفسنا ….فما نتوهم من انها حرب مع الاخربن ..علينا ان نستيقظ منها ونعي ان الحرب الحقيقية هي مع النفس الامارة بالسوء ..وليس مع الشيطان ..لا وجود مادي للشيطان بالخارج …الشيطان الحقيقي هو بداخلنا لغته الوحيدة هي الافكار التي تسيطر علينا .وتوجهنا ..عكس التيار …وعلماء الفيزياء الحديثة اثبتوا بان لا وجود مادي للافكار ..ولا للذكريات التي توثق للتجارب ..اي ان الذكريات والافكار..وحتى الخيال والفهم والحس والنية و .. لا وجود لهم في الدماغ .هم خارج الزمن وخارج المكان …هم فقط ينظمون نشاطهم عبر الدماغ ،فعندما تروج فكرة او نتذكر تجربة ما ،فان النشاط الكهربائي للدماغ يفرز مواد كيماوية تحدد هذا النشاط …اكدوا من خلاله ان الخيال والافكار ..لها تاثير قوي على العقل ..وقدموا مثال تاثير التفكير على العقل بحبة الليمون ..تجعل الريق يتكون كما لو كان بالفم قطعة حامض …..اذن فلنتذكر بان بعض الافكار التي تروج في عقولنا هي افكار وهمية ولكنها لها قدرة القنبلة الذرية قادرة على تفجير صراعات وحروب في علاقاتنا بين الاصدقاء والاقارب….وان افضل سلاح ..هو تقبل الاخر كما هو دون محاولة انتقاده او تغييره …..فكل منا على صواب انطلاقا من وجهة نظره ……
وختاما اقول لبعض اصدقائي ..صمتي وعدم ردي على هجوماتهم المتكررة ..انه ليس ضعفا او بلادة مني …بقدر ما هو تدريب ورياضة لنفسي…حتى لا اقوم برد الفعل بمثله …لاني اومن بالاختلاف قولا وفعلا …وتجاوزت ،،محاولات تغيير نظرة الاخرين لي ….لا يهمني ان تروني بليدة .او جاهلة …او ممثلة فاشلة ….لان رحلتي الجديدة نحو التغيير واستكشاف اعماق النفس .. والتي منحتني السكينة وحب من حولي ..هي التي علمتني ..ان المهم هي كيف ارى نفسي .وليس كيف يراني الاخرون…ولكم مني جميعا كل الحب والتقدير والاحترام لكم ولمساركم ولتجاربكم …لانني حقا اومن بانكم جميعا معدنكم طاهر وقلبهم طيب فقط هناك غشاوة على اعينكم ،،ستزول يوما وستعانقون الحب بعد ان تتصالحوا مع ذواتكم …لا وجود للشر في هذه الحياة ….الخير دائما هو الوحيد الموجود ….وما الشر سوى تاويل خاطئ للخير …وهنا اتذكر اية صعب علي فهمها من قبل ::«« ما يصيبكم من خير فمني ..وما يصيبكم من شر فمن انفسكم »»…اي وجودكم حولي كان فرصة لي لاتخلص من رواسب قلة الثقة بنفسي وبعض الغضب عليها ….لانكم انعكاس ايضا لما يجول بداخلي ….شكرااااا لانكم منحتموني للمرة الثانية فرصة لاتطهر واتصالح مع نفسي من جديد…حقا ممتنة لكم واكن لكم كل الحب ..
وهناك امر اخر يحز في نفسي منذ تخرجت من ليزاداك..هو بعض الاصوات التي تفتعل صراعا وهميا بين خريجي ليزاداك والرواد في المجال الفني …اقول ان قلب الفنان الحقيقي لن تجد فيه مكانا للكره او لمحاربة زميل له في المجال …من يجد في قلبه لمثل هذه الصراعات فليعلم انه يوجد في المكان الخطا وان اختياره يحكمه دوافع اخرى بعيد ا عن الفن والاخلق والابداع ..لان الفنان الحقيقي لا يميز نفسه عن الاخرين ولا يتربع على كرسي الانانية والغرور ..بل يعتبر كل من حوله فنان …لان الحرفي فناني وكل صناع الصناعة التقليدية فنانون..والطباخ فنان ..والام حين تقدم طبقا في شكل جميل هي فنانة و……الفنان الحقيقي يقدر كل من حوله ..ويحتوي كل من يرغب في دخول الميدان ..ولا ينصب نفسه قاضيا ليصدر الاحكام على كل من يزاول المهنة …احس احيانا ان اذناي اتسخت من كثرة ما اسمع من انتقاداث ظالمة من ممثل لممثل اخر او مخرج لاخر …..احترموا انفسكم من خلال احترامكم لمن حولكم ..المجال الفني مفتوح للجميع …وكل حر في ان يعيش التحربة كما يريد