ضيف الجماهير: الفنانة المغربية و الممثلة فاطمة بوجو

ضيف الجماهير: الفنانة المغربية و الممثلة فاطمة بوجو

 أستاذة فاطمة مرحبا بك كضيف عندنا في موقع جماهير 24. بداية نود تقديم الفنانة فاطمة بوجو لقراء جماهير 24. كيف تقدمين نفسك لمتتبعي موقعنا؟ من تكون فاطمة بوجو ؟؟

فاطمة بوجو ..استاذة التعليم الفني بوزارة الثقافة بالرباط، منذ 1994و أدرس حاليا االمسرح في المحترف الدرامي التابع للوزارة والموجود بمقر المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بالرباط. ممثلة و خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط الفوج الرابع 1993. انسانة عشقت التمثيل والمسرح ومارسته بدار الشباب علال المسكيني بالقنيطرة في الثمانينات وبعدها في المسرح المدرسي بثانوية المسيرة الخضراء بالقنيطرة منذ 1983..أحب الحياة والسفر نحو المجهول واكتشاف ثقافات الاخر ودياناتهم ومعتقداتهم ..أومن بضرورة الانفتاح على الاخر مهما اختلفت ديانته ولون بشرته ..كما أومن بأن كل فرد منا مسؤول عن النجاح في حياته وكفانا من القاء اللوم على الاخرين .كما احب العمل الجمعوي على اساس أن الفعاليات المدنية يمكنها ان تكون فعالة في تطور المجتمع ورقيه.

ماهي اهتماماتك الأخرى ؟ و كيف توزعين وقتك بين ممارسة التمثيل و الأنشطة الأخرى؟

أنا متزوجة وبما أن زوجي مقيم باسبانيا فان وقتي مليئ بالانشطة الجمعوية التي ينظمها شبابنا بكل الاقاليم، و أيضا الاعمال الخيرية وبعض المهرجانات السينمائية والمسرحية ..وأيضا عملي بالوزارة واشتغالي بالمسرح، مثلا الآن اشتغل على مسرحيتين الاولى مسرحية ” السي. شوية” مع المخرج رشيد جدواني وفرقته لافابريكا بالقنيطرة بدعم من المركز الثقافي الفرنسي .ومسرحية “الهياتة” للفنان عبد الكبير الركاكنة وفرقة الحال بالرباط ..أحب القراءة كثيرا ولا أشاهد التلفاز إلا نادرا فانا مدمنة على مشاهدة العروض المسرحية بالرباط خاصة ومؤخرا بالقنيطرة بعد فتح قاعة دار الثقافة التابعة لمديرية وزارة الثقافة بالقنيظرة ..وبعض الوقت أقضيه بالمطبخ فأنا من عشاق تجربة الاطباق الجديدة.

ما هي علاقتك كفنانة بالسينما؟ و ما هو تصورك للعمل السينمائي المتميز ؟

بعد عودتي للمجال الفني لم اشارك إلا بأفلام قصيرة لقناة فرنسية ..و فيلمين قصيرين مع خالد الغرد من القنيطرة و إلياس من سلا ومشاركة متواضة في فيلم الجاهلية للمخرج هشام العسري ..اذن فعلاقتي بالسبنما هي شبه منعدمة باستثناء مشاهدة الافلام وحضور بعض المهرجانات..أما تصوري للعمل السينمائي فاظن ان هذا الامر رهين بالمخرج وبمدى وعيه لرسالته الابداعية و الفنية ..أنا بالنسبة لي السينما هي فرجة على كل المستويات ..فرجة من خلال العين والسمع و لكنها فرحة تخاطب الحواس والروح … واذا لم بكن للمخرج رؤية فلسفية للحياة او رقي في مستوى وعيه وفي درجة انفتاحه على كل الثقافات فان عمله سيبقى رهينا بالقصة وبعيدا عن روح الحياة وكأننا في الحلقة يحكي فيها الحلايقي قصته غير ـننا مع السينما هي حلقة امام الكاميرا يتم فيها استبدال الحلايقي بالممثلين.

هل شاهدت فيلم نبيل عيوش الأخير الزين لي فيك؟ و ما تعليقك على الضجة التي أثارها هذا الإنتاج السينمائي؟

لم اشاهد الفيلم ..فقط مشهد الطاكسي فيه الممثل القدير عبد الله ديدان .. تابعت الضجة المفتعلة حوله اعلاميا وعلى صفحات الفايسبوك وايضا بالشارع …واستغرب كيف ان مجتمعا لا يذهب جل افراده للسينما و لا يدعمونها  ثم يحتجون بشدة على فيلم لم يدخل القاعات السينمائية بعد ..بحيث ان كل فيلم قبل منحه رخصة التوزيع على القاعات تشاهده لجنة مخصصة لمشاهدة الافلام. المغرببة والاجنبية ايضا بالمركز السينمائي بالرباط ..ثم كيف نحكم على فيلم من خلال لقطات مسربة لا نعلم مصدرها او حتى ان كانت مفبركة ام لا …ثم اني ارى انه من الغريب ان ينبني الاحتجاج على اننا مجتمع اسلامي. ..وفي نغس الوقت داخل كل بيت مغربي قنوات فضائية تبث أفلاما اباحية ..مجتمع اقتصاده يعيش على مدخول الكحول الذي يستهلكه المغاربة بكثرة ..مجتمع تجد بيوت الدعارة في اغلب احيائه الشعبية والفاخرة ..مجتمع يعيش عدد كبير من الاسر فيه على مدخول الدعارة. الذي تاتي به ابنة الاسرة او ام الاولاد ..او ..مجتمع يحتق المرأة التي تمتهن حرفة الدعارة ..مع انه هو من تنكر اوتخلى عن مساعدة النساء في ظروف قاهرة بعد موت الزوج او طلاق ..وهن بدون دخل قار ..بحيث لو ان كلا منا كان اكثر تعاطفا ودعما لمن هن في حاجة للدعم تطبيقا للشريعة الاسلامية التي يستشهد بها الكثيرون دون تطبيق لها ..مجتمع يحلم بالهجرة للعيش في الخارج مع مجتمعات غير اسلامية مع أن طريقة عيشها تختلف كليا عن صورة الاسلام المحافظة ..مجتمع اغلب شبابه يحلم بالزواج من الاحنبية الشقراء..مجتمع يمارس شبابه العلاقة الجنسية الاولى في حياته مع بائعة الهوى ..مجتمع أغلب رجاله يعيش مع عشيقة خارج بيت الزوجية ..مجتمع تحطم فيه الرقم القياسي في عدد الامهات العازبات ..امهات عازبات ليس بقدرة قادر بل لانها كانت على علاقة برجل ..ومن الرجل ؟؟الرجل الذي يغلي غضبا عندما يتحدث عن المراة كرمز للشرف والذي قد يقتل دفاعا عنه ..وما استغرب له اكثر واكثر هو اننا نتقبل افلاما تقدم شخصيات المغربي المجرم وبائع المخدرات والقاتل والسارق وووو..ولا أحد يحتج عن تسويق هذه الصورة السلبية للمغربي ..و لكن اذا كان الفيلم يروي قصة بائعات الهوى بالتفصيل..فانه يعتبرا مسيئا لصورة المراة بالخارج ….والسؤال الذي يتبادر الى ذهني ..هو كيف لمجتمع يرفض مشاهد كتلك التي يحكى عنها في فيلم الزين اللي فيك ..وفي نفس الوقت لا يتوقف عن مشاهدتها او شراء نسخة الفيلم وان لم تكن قانونية لمشاهدته ..اظن ان من يحترم مبادئه لن يجعل نسبة المشاهدة على اليوتوب للفيلم ترتفع الى رقم خيالي …رايي ان من حق المخرج ان يقدم طرحه الخاص لمواضيعه دون قيود ..وعلى المشاهد اختيار ما يريد رؤيته ..

عندما توجه لك الدعوة للمشاركة في عمل مسرحي أو سينمائي ما هي أول الأشياء التي تشترطينها فيما يعرض عليك ؟

ليست لي شروط ..وفي بلادنا ليس للممثل سلطة تمنحه حق فرض شروطه ..وفرص العمل ليست متاحة دائما ..وحتى وان كانت متاحة لا شروط عندي ..ارتاح للعمل مع الجميع واتمتع بوقتي معهم ..باستتثناء المسرح فاني افضل العمل على نصوص مسرحية تخلق فرجة بصرية وحسية ..فالمسرح بالنسبة لي هو فرصة للمتفرج في ان يحظى بمتعة تنسيه هموم وتعب يومه وتمنحه الطاقة ليبدا يومه من جديد بسعادة وتفاؤل .

في رأيك. ما هي العلاقة بين الواقع و الفن (التمثيل خصوصا ) ؟ أيهما يؤثر في الآخر؟

الواقع هو المادة الخام التي يعتمد عليها الممثل أثناء اشتغاله على دوره ..فمنه يستلهم شخصياته ..شكلها وسلوكها وحركاتها اي الشكل الخارحي للشخصيات اما الاحساس والانفعالات هي تاتي من اعماق الممثل بعد ان يصدق الفكر الحالة و يتماهى معها تنبعث المشاعر والتي تكون وليدة اللحظة التي ينظلق فيها التصوير ..لان العواطف مرتبطة بما نفكر فيه و مدى تركيزنا عليها ..تعلمت من التمثيل ان البكاء ليس دليلا على الصدق ..لان البكاء رهين لما نصدقه من افكار في لحظة تركيز ..وافكارنا غالبا و هي ما نقنع انفسنا به ..وقد نقنع انفسنا بافكار خاطئة فنبكي وهنا يكون البكاء نتيجة لما اقنعنا نفسنا به ..ونسبة تاثير الواقع في الفن ضئيلة ..لان الفن ابداع ..و الابداع يأتي من الالهام ..من طاقة تنبعث من داخل الفرد عندما ينجح في التواصل مع نفسه من خلال التركيز ..فالتمثيل  يعتمد على الخيال اكثر من الواقع …والمتفرج يتوجه الى الفرجة الفنية ليبتعد عن واقعه ..

 بالنسبة لك كفنانة. هل المنتوج المحلي يستطيع التنافس دوليا؟ و ما هي المتطلبات التي يجب القيام بها للنهوض بالمنتوج المغربي؟

منتوجنا المحلي قادر على التنافس دوليا فقط إذا تحلى مبدعونا بالثقة في انفسهم وفي ابداعهم و تخلوا عن فكرة انتاج منتوج بمواصفات الغرب الذين سبقونا في هذا المجال ..المغاربة اذكياء جدا ومبدعون بالفطرة فقط تنقصهم الثقة في انفسهم ..ويكفي ان ترى منتوجات الصناعة التقليدية المغربية لتدرك ان المغربي فنان ذو خيال واسع وقادر على الابداع واذهال الاخر بابداعاته ومنتوجاته ….فالمقارنة بالاجنبي التي وضع المغربي نفسه فيها تعيق ايصال ابداعه للاخر ..لان الانطلاق دائما يكون من المحلية الى العالمية وليس العكس.

سؤال عن السياسة و به نختم حوارنا معك أستاذة فاطمة، هل للفنانة فاطمة بوجو اهتمام و تتبع للسياسة المغربية؟ و كيف ينظر الفنانون المغاربة للمشهد الوطني منذ 2011 لحدود الآن؟

لا يمكنني الحديث باسم الفنانين و لكن في رايي أن السياسة دمية يحرك خيوطها ذوي المال والنفوذ..اما السياسيون و بسبب جهلهم لقانون اللعبة السياسية يتعثرون في خيوط الدمية ..ويعجزون عن الخروج بحل يرضي الشعب ….فيتيهون في متاهة تخليص النفس مما ورطت نفسها فيه.. و شخصيا لست من مدمني الاخبار فقط اطلع عليها بين الفينة والاخرى لمعرفة ما يجري ..ولست انتظر من السياسيين شيئا لاني مؤمنة ان نجاحي في الحياة رهين بقوة ايماني بنفسي وبقدراتي..وثقتي بالله بأنه يغنيني عن الجميع ..وأتمنى أن تتغير طريقة التفكير المنبنية على القاء اللوم على السياسيين..لان الله منح لكل فرد طاقة خاصة به تمكنه من قيادة مركب حياته بنفسه دون الاعتماد على الاخرين ..والاسلام دائما حث الناس على ضرورة الاعتماد على النفس وعلى قوة الايمان بالله وبالنفس وعلى أن العمل بالنيات أي ما على الانسان سوى ان يعقد النية للقيام بامر ما ..لينجح في تحقيقه….و بخصوص هذه الحكومة انا لا اشك في حسن نية بنكيران وحزبه ….و لكني مقتنعة بان المؤمن الحق والغيور على مصلحة الجميع ليس بحاجة للوصول الى كرسي الحكم ليخدم مصالح الناس ….لان خدمة الصالح العام تبدأ من خدمة أقرب الناس. فيكونوا قدوة يقتدي بها الاخرون ..وايضا بالتركيز على العمل في المحال الاجتماعي ميدانيا . و أقول  أن  حكومة بنكيران لم تكن لها الجرأة لاعادة النظر في أجور الوزراء والبرلمانيين وتقاعدهم وفي كل الامتيازات التي يتمتعون بها على حساب الشعب ..وفي نفس الوقت يحاول تمديد سن تقاعد افراد الشعب و مراقبة توقيت الموظفين وحاليا يتحدث عن أن ترقية الموظفين ليست من حق الجميع .

شكرا لك السيدة فاطمة عل قبولك دعوة الإستضافة في فقرة ضيف الجماهير.

العفو معاذ والشكر لك لدعوتي للتواصل معكم من خلال هذا المنبر الإعلامي