" فاطمة بوجو " الفن في بلادنا هو مغامرة يتحقق فيها النجاح بالصدفة

" فاطمة بوجو " الفن في بلادنا هو مغامرة يتحقق فيها النجاح بالصدفة

 

الوطنية بريس - حاورها عبد الحكيم الطالحي

القسم : أخبار فنية

اضغط هنا لمتابعة باقي الأخبار الفنية

 

في إطار سلسلة من الحوارات التي تقوم بها "الوطنية بريس" مع مجموعة من الوجوه السياسية و الرياضية و الفنية و الصناع القرار ، تستضيف "الوطنية بريس" وجه فني معروف في الساحة الفنية المغربية و يتعلق الأمر بالفنانة " فاطمة بوجو " التي إستطاعت أن تكسب لها قاعدة جماهيرية مهمة ، و قد جاء الحوار كالتالي .

 

ماهو تقييمك للأعمال المغربية في شهر رمضان ؟

 

أرى أن موضوع البرمجة الرمضانية اصبح موضة سنوية ،تتكرر فيه نفس التعليقات ،والسؤال الذي علينا طرحه الان هو لماذا لا تنفك عقدة لسان الجميع الا خلال شهر رمضان ،وكان الأغلبية اتفقت على اضافة وجبة الانتقادات للأعمال المغربية المبرمجة في رمضان الى جانب تحضيراتها لشهر رمضان من شهيوات الشباكية والسفوف ووو .. وكأن الفرجة الدرامية رهينة برمضان فقط ، ما أثار انتباهي أن الأغلبية منا يستفزها الأسوأ فتطلق العنان لقلمها سواء في وسائل الاعلام أو على صفحات الفايس بوك ، أما الإبداعات الجميلة فلا تستحق ذلك، شاهدت حلقة من مسلسل "حبال الريح " لادريس الروخ ، فيها أداء جميل لممثلين أحبهم وأيضا نصا جميلا لكاتبه توفيق حمان صديق أحترمه ويبهرنا دائما بكتابات جميلة ،غير ان التعليقات على صفحات الفايس كلها منصبة على أعمال اخرى لم أتمكن من مشاهدتها، ولكنها كلها تنتقد انتقادات لاذعة الاعمال الدرامية المبرمجة فتساءلت مع نفسي هل حقا نحن شعب نتوقف للادلاء برأينا فقط عندما لا يعجبنا ما نتفرج عليه ،أما ان أعجبنا فلساننا يلوذ بالصمت ، وهذا ليس عدلا في حق بعض الأعمال التي تبذل مجهودات جبارة من أجل تقديم عمل يرضى عنه الأغلبية ويستمتعون به ،ثم أيضا هناك انتقادات لاذعة في حق الممثل المشارك في الاعمال .. ويتناسى أن العمل الدرامي لا يمكن لأي احد التنبأ بنجاحه أم لا ، لأنه رهين بالتناغم بين مجموعة من الوظائف من كتابة السيناريو ،والكاستينغ والصورة والإضاءة والملابس والاكسسوار والماكياج والمونتاج ، إضافة الى المنتج ودرجة نيته في تطوير الابداع الدرامي، وأيضا المسؤولين بالانتاج بالقنوات التلفزية ومدى جدية حرصهم على اختيار الجودة، ومرتبط ايضا بالمتفرج ومستويات وعيه بتقنيات الفرجة ومدى معرفته بـأنواع الفرحة وما ينتظره منها أم هو فقط مستهلك ميكانيكي همه ملأ وقت الفراغ ،وسؤال أخر يطرح نفسه وهو ان التقييم للأعمال الرمضانية يعتمد فقط على التعليقات الصحافية المكتوبة وعلى البعض من صفحات الفايس بوك ،وهؤلاء جميعا لا يمثلون إلا الحد الأدنى من الأقلية من سكان المغرب اللذين يعدون بالملايين ، وفي الأخير اتساءل : هل حقا نحن بحاحة الى دراما خاصة برمضان أم فقط هي مفروضة علينا بحكم رغبتنا الدفينة في تقليد القنوات الاخرى .-

 

 

من وجهة نظرك هل الفنان المغربي وصل إلى المكانة التي تليق به ؟

 

 

الفن في المغرب ما زال في مرحلة التجريب وبداية التأسيس ،وإلى حين انجاز النصوص القانونية التي تنظم المجال الفني وأيضا المصادقة عليها رسميا وتطبيقها فعليا ،فإننا بعيدون عن طرح هذاالسؤال،والفن في بلادنا هو مغامرة يتحقق فيها النجاح بالصدفة .

 

 

بصفتك فنانة تنتمين للحقل الفني المغربي كيف ترين الأعمال السينمائية الجريئة ؟

 

 

أنا لا أحب تصنيف الأعمال إلى جريئة أو غير جريئة ، كل عمل فني هو إبداع يعبر فيه المخرج عن رؤيته أو تصوره وقرائته لاحدى المواضيع التي تؤثر فيه وتحثه لطرحها على الجمهور في قالب فني جميل ليخاطب به العقول ويحثها على التفكير وطرح الأسئلة التي قد تغير المجتمع أو الأفراد إلى الأحسن ،وكل مبدع يستعمل لغته الخاصة في خطابه الفني وله مطلق الحرية في ذلك ،اما المتفرج فله مطلق الحرية في إختبار مشاهدة هذا الإبداع أو رفض مشاهدته ،هنا الطرفان أي المخرج والمتفرج متساويان ولا أحد يتدخل في حرية الأخر، أما أن يعترض المتفرج عن عمل يرى أنه جريئ جدا ويختلف عن معتقداته وعاداته وفي نفس الوقت يشاهده مثلما وقع مع فيلم نبيل عيوش والذي حطم الرقم القياسي في المشاهدة على اليوتوب ومن خلال شراء نسخة غيرمرخصة تباع في السوق السوداء فهذا هو قمة العبث وأعلى درجات النفاق لدى أغلب المغاربة ،يحتج على الفيلم وفي نفس الوقت يشاهده من البداية الى النهاية ...

 

 

إلى أي حد يمكن للممثلة ان تقدم تنازلات للنجاح في مهنتها ؟

 

 

أظن أن الممثلة مثلها مثل أي إمراة عاملة ،تدفع ثمن خروجها الى سوق العمل ،هو حرمان أفراد أسرتها من وقت هم أحق به من العمل ، وفي مجتمعنا المغربي المرأة الممثلة تعاني من نظرة أغلب أفراد المجتمع إليها على أنها غير صالحة لتكون الأم المسؤولة عن تربية الاسرة وإذا حدث وتزوجت فإنه يصعب على الرجل المغربي تقبل السفر المتكرر ولمدة طويلة من أجل التصوير أو حضور المهرجانات والأنشطة الفنية والثقافية .

 

 

بماذا تنصحين الفنانين المبتدئين ؟

 

 

ما من نصيحة ، فقط أقول لهم إن سر نجاح الفنان هو قوة إيمانه بنجاحه وبقدرته على العطاء والابداع ،أما أن تؤمن بنفسك مائة في المائة ،أما إذا اعتراك الشك ولو بنسبة واحد في المائة فلا داعي للإستمرار،وأهم شيئ يساعد

 

الفنان على النجاح هو التصالح مع الذات أولا أي أن يشتغل على نفسه ويعمل على تحقيق الإنسجام بين ما يفكر فيه وما يحسه وما يفعله ،لأن الإلهام هو قاطرة الإبداع ،والإلهام لا يأتي إذا كانت الذات تعيش صراعا داخليا مع نفسها.

 

 

ماهي أسباب غيابك عن الشاشة المغربية في السنوات الأخيرة ؟

 

 

توقفت لخمس سنوات، بقرار مني ،ولكني عدت من ثلاث سنوات اشتغلت فيها في المسرح أكثر من إشتغالي في الشاشة ،إذ عملت في فيلم عرس الذيب لسناء عكرود وفيلم أخر الرومانسيين لخالد إبراهيمي وكنت ضيفة في سيت كوم "دور بيها يا الشيباني و"تبدال لمنازل" ، وقد سبق أن وقعت على عقود أولية لمسلسل ولفيلم وأخر امازيغي ولكن لم يحصلا على موافقة قسم الانتاج بالتلفزة إضافة الى أني كنت قد حصلت على عقد في مسلسل ناس الحومة لرشيد الوالي ولكن التزامي بمسرحية " فرجة الملحون" مع عبد المجيد فنيش والتي عرضت باليوم الوطني بالمسرح محمد الخامس وأيضا صورت للتلفزة ،حقا أتمنى أن أظهر أكثر على الشاشة لكن الأمر ليس بيدي ،انا هنا حاضرة وواثقة من نفسي ومن قدرتي على العطاء ،والباقي بين يدي الله.

 

 

مسرحية الهياتة تم إقصاءها من الدعم المسرحي .. ماهي دوافع إقصاءها ؟

 

 

مسرحية الهياتة هي من تأليف والسيناريست حسن امجاهد واخراج الممثل والمخرج عبد الكبير الركاكنة والسينوغرافيا لعبد الصمد الكواكبي ،وقد حققت المسرحية نجاحا كبيرا من خلال سبعة عروض بمدن مختلفة ،تجاوب معها الجمهور وصفق لها بحرارة ،ولكن 3 أشخاص من لجنة دعم الجولة المسرحية بوزارة الثقافة، حرمتها من ذلك ،بدون أسباب واضحة وأنا متأكدة من أنها أسباب متعلقة بمزاج هؤلاء الأعضاء اللذين منحوا نفسهم الحق في تقييم الممثلين حسب مزاجهم الشخصي وعلاقتهم بهم ،والمضحك في الأمر أن المعترضيت 3 أعضاء والمسرحية شاهدها فقط شخصين من اللجنة وأحدهما قرر إقصاء المسرحية قبل مشاهدة العرض ،إضافة إلى أننا علمنا أن مستشار السيد وزير الثقافة يستعمل سلطته في الاقصاء بطريقة غير مباشرة وأيضا منح بركته وموافقته على منح الدعم لفرقة قبل ان تقرر اللجنة نتائجها،أنا كتبت تعليقي على الموضوع على صفحتي بالفايس بوك لأنني متأكدة من ان حكم جائر اعتمد فيه بعض الاعضاء حساسيتهم الشخصية معنا اكثر من المعايير الفنية والقانونية ،لأنهم منحوا نفسهم حق تقسيم الممثلين الى نوعين ممثلين درجة أولى وأخرون درجة ثانية ،عملا بالمثل الشعبي القائل " صاحبك في الحرفة عدوك " والله يهدي الجميع ،والهياتة مسرحية ناجحة ولن يؤثر بنا حكمهم الظالم بالعكس هو منحنا طاقة قوية للعمل على تقديمها الى كل الجمهور الذي ينتظرها وبشغف.

 

 

ما هو جديدك الفني ؟؟

 

 

حقيقة هناك وعود ، والأمر الأكيد هو فيلم سينمائي سيصور خلال شهر أكتوبر ،وأيضا عمل مسرحي جديد خلال شهر شتنبر مع فرقة " لافابريكا" ،وفيلم قصير أيضا لم يحدد بعد تاريخ تصويره ، وتأكد أنني حاضرة في أغلب الأعمال الجديدة والحمد لله .

 

 

كلمة أخيرة

 

 

لكل ممثل طموحه الخاص به ، وأنا طموحي، هو أن أكون انا وأن أعمل بالوتيرة التي ترضيني فلست في سباق مع أحد ولا أقارن نفسي بأحد ،ولا الشهرة هدفي ، هدفي هو متعتي الشخصية بما أقوم به أعمل حين أرغب بذلك وأتوقف عن التمثيل حين أحس بذلك ،المهم أن أكون أنا راضية على نفسي ،والحمد لله أنا في أتم الرضا عليها .